
طوت الولايات المتحدة الأميركية وإيران صفحة الجولة الثانية من محادثاتهما الصعبة، التي تمثل لحظة فارقة في مسار العلاقات بين الطرفين ومن شأن نجاحها أو فشلها أن يؤدي إلى تأثيرات بالغة تتجاوز حدود المنطقة.
وقد عقدت الجولة الثانية من المحادثات الأميركية الإيرانية في العاصمة الإيطالية روما، بعد أن عقدت الجولة السابقة في العاصمة العمانية مسقط، واستمرت المحادثات التي توسطت فيها سلطنة عمان 4 ساعات متواصلة.
ومحادثات أمس السبت هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأعلنت الخارجية العمانية أن الجولة المقبلة من المباحثات بين طهران وواشنطن ستعقد في مسقط خلال الأيام القليلة القادمة.
الانتقال إلى مرحلة جديدة
يبدو أن المفاوضات ستنتقل في جولتها الثالثة إلى مرحلة جديدة، مما يعني أن الجولتين الماضيتين حققتا تقدما معتبرا كما صرح بذلك أكثر من طرف عقب انتهاء كلتا الجولتين:
- فقد قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن المحادثات تكتسب زخما متزايدا وأصبحت حتى الاحتمالات غير المتوقعة ممكنة الآن.
- أفادت الخارجية العمانية بأن اجتماعات روما بين إيران والولايات المتحدة أسفرت عن توافق للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات.
- أشارت الخارجية العمانية باقتضاب إلى ملامح المرحلة التالية وأهدافها، قائلة إن المباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق يضمن خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات عنها، وأوضحت أن المباحثات تهدف أيضا للتوصل إلى اتفاق يحافظ على حق إيران بتطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.
- في الجانب الإيراني، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن إيران والولايات المتحدة اتفقتا (أمس السبت) على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
- تحدث عراقجي عن تحقيق تقدم في التفاوض، قائلا: “لقد تمكنا من تحقيق بعض التقدم بشأن عدد من المبادئ والأهداف، وفي نهاية المطاف توصلنا إلى تفاهم أفضل”.
- كما تحدث أيضا عن الانتقال للمرحلة التالية من التفاوض دون أن يكشف عن ملامحها، حيث قال “جرى الاتفاق على استمرار المفاوضات والانتقال إلى المرحلة التالية، إذ ستبدأ اجتماعات على مستوى الخبراء يوم الأربعاء في عُمان. وستتاح للخبراء فرصة البدء في وضع إطار عمل للاتفاق”.
- كما وصف عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني المحادثات بأنها مفيدة وجرت في أجواء بناءة.
- على الجانب الأميركي، قال مسؤول في وزارة الخارجية إنهم أحرزوا تقدما ملحوظا في الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الإيراني، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على الاجتماع مجددا الأسبوع المقبل.
- كما أعرب المسؤول الأميركي عن امتنانه لسلطنة عُمان لتسهيلها المحادثات ولإيطاليا على استضافتها لها.