
رغم انخراط إيران منذ السبت 12 أبريل/نيسان الماضي في المفاوضات مع الولايات المتحدة، لا تزال فرص حدوث اتفاق وشيك بين البلدين غير مؤكدة في ظل تمسك إدارة ترامب، علنيا على الأقل، بمطالب مرتفعة السقف تشمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، سواء كان للأغراض المدنية أو العسكرية، فضلا عن تقليص القدرات الصاروخية، وهو ما يتعارض بشكل حاد مع الضرورات الأمنية لطهران، حسب الرؤية الإيرانية.
ويبدو أن طهران باتت تُسابق الزمن لتطوير قدراتها العسكرية استعدادا للمآلات المحتملة إذا فشلت المباحثات الجارية، لا سيما أن ترامب ومسؤولو إدارته يطلقون رسائل التهديد بشن عمل عسكري مباشر ضد منشآتها النووية في حال فشلت المفاوضات، خاصة مع الأجواء المشحونة التي تجري فيها حاليا.
ففي وقت سابق قبيل بدء المباحثات، كتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” إن إيران تتحمل مسؤولية إمداد الحوثيين بالأسلحة، محذرا من أنها “ستواجه عواقب وخيمة” بسبب ذلك، وهذا التصريح كان قبل إطلاق الصاروخ اليمني الأخير الذي استهدف مطار بن غوريون في تل أبيب، والذي ربما سيلقي بظلال كثيفة على مسار الأحداث.
كما كُشف خلال مقطع بثَّته قناة “فوكس بيزنس” الأميركية عن إرسال الإدارة الأميركية رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تضمنت منح مهلة مدتها شهران فقط للقيادة الإيرانية من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإلا فإنها ستواجه عملا عسكريا يستهدف منشآتها النووية والعسكرية.